جيل الابتعاث الخارجي
لقراءة المقال الأصلي الرجاء الضغط هنا
- بدأ عام ٢٠١٠م حتى عام ٢٠٢٠م -
هذه الفترة الزمنية كانت أثناء (وبعد) الربيع العربي ويخص هذا الجيل العاملين الذين التحقوا بسوق العمل (عام ٢٠١٠م وحتى عام ٢٠٢٠م)؛ لقد نشأ هذا الجيل متأثرين بآبائهم وأقاربهم الذين يشغلون وظائف إدارية ذات مسؤولية محددة حيث العمل في مكاتب مكيفة. كما حرصوا على التعليم العالي وأدركوا تأثيره على المجال المهني. لقد أتيحت الفرص لهذا الجيل لاستكمال تعليمه في الخارج للحصول على شهادة الماجستير والشهادات المهنية. كما أنهم عاصروا دخول المرأة في مجالات العمل المختلفة. ولقد لعب الإنترنت دور رئيسي في نشأت هذا الجيل وتحركاته فقد شهدوا نمو متسارع للشبكة الاتصال (الانترنت) مما ساهم في استكشاف المزيد من المعلومات والمجالات. وأيضا تأثر العديد من المواطنين السعوديين بسوق الأسهم سواء بالارتفاع أو الانخفاض. نضيف إلى ذلك؛ اختلاف سوق العمل أثناء وبعد الربيع العربي حيث أن هناك تحسن واضح في عروض الرواتب وتنوع الفرص الوظيفية. ويجدر الإشارة إلى أضخم حدث شهده هذا الجيل وهو انطلاقة رؤية ٢٠٣٠ للمملكة العربية السعودية في أبريل ٢٠١٦م.
العوامل المؤثرة على هذا الجيل:
تأثر هذا الجيل كثيرا بالإنترنت وسرعة نقل المعلومات وتداولها، كما تأثر بحرب الخليج والآثار الناتجة عنها، والهواتف المحمولة، والألفية الجديدة، والأحداث الإرهابية، وارتفاع وانخفاض سوق الأسهم، وتأسيس شركات مثل: معادن، الاتصالات السعودية، ساتورب، صدارة. إنشاء شركات سعودية مساهمة مثل: شركة تصنيع، سبكيم، الصحراء، المتقدمة للبتروكيماويات. بالإضافة إلى برنامج خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للابتعاث الخارجي. وانعكاس انطلاقة رؤية ٢٠٣٠ للمملكة العربية السعودية التي ألهمت جيل الشباب وكانت دافع محفزا لهم في عدة مجالات.
السمات الرئيسية لهذا الجيل:
لكل فترة زمنية سمات تميزت بها عن غيرها من الأزمنة. وهذه الحقبة امتازت بما يلي:
- التعليم الأجنبي: برنامج الابتعاث الخارجي الذي أطلقه خادم الحرمين الشرفين الملك عبد الله آل سعود ـ رحمه الله ـ.
- المعرفة التقنية: لقد نشأ هذا الجيل معتمدا على التقنية نظرا لوجود الانترنت وسرعة نقل وتداول المعلومات.
- الوحدة الأسرية: نظرا للانفتاح على العالم سواء عن طريق الانترنت أو برنامج الابتعاث الخارجي لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ. قد انعكس أثره على التركيب الاجتماعي للأسر وأصبح هذا الجيل مهتم بمحيط الأسرة الأولي.
- التركيز على التنمية الذاتية: استخدام الانترنت وسرعة الوصول للمعلومات وتداولها عزز مفهوم التنمية الذاتية لهذا الجيل. ركود المنظمات وازدياد البيروقراطية أثر تأثيرا كبيرا على فترة التطوير.
الجوانب الإيجابية لهذا الجيل:
- الوعي العالمي والتفتح العقلي؛ انفتاح العالم من خلال الانترنت والدراسة في الخارج منح هذا الجيل فرصة للتفاعل مع العالم بأسره وأن يكون جزء منه.
- زيادة السرعة وتعدد المهام: نظرا لسرعة نقل المعلومات وتداولها أصبحت القدرة على تنفيذ المهام المتعددة في وقت قياسي ضرورة ملحة.
- التركيز المهني؛ الانفتاح الذي شهده العالم من خلال الانترنت وتعدد الخيارات أدى إلى أهمية التوجه المهني وليست مجرد وظيفة.
الجوانب السلبية لهذا الجيل:
- تشتت الانتباه، الملل، الاهتمام قصير المدى؛ من وجهة نظر علماء النفس ـ عالميا ـ أن الدور الرئيسي لتفشي هذه السمات هو الانترنت.
- عدم الاستقرار الوظيفي وكثرة التنقلات؛ التركيز على التنمية الذاتية أثر على ولاء الأفراد وأدى إلى التوجه للمنظمات التي توفر فرص وظيفية.
- التطلع للوصول السريع لمناصب إدارية عالية: ثقافة الانترنت وسرعة نقل المعلومات جعلت هذا الجيل قليل الصبر ويتطلع للإنجاز السريع.
طبيعة العمل:
في هذه الحقبة الزمنية تحسنت العوائد المالية والمزايا الوظيفية، وقد زادت وتنوعت الفرص الوظيفية بشكل ملحوظ وذلك بسبب التوسعات الضخمة في المشاريع وتعاقد أغلب العاملين من الأجيال السابقة. بالإضافة إلى أن انطلاقة رؤية ٢٠٣٠ للمملكة العربية السعودية والتي تتمحور حول التنوع الاقتصادي وتطوير قطاعات الخدمات العامة؛ مثل: الصحة والتعليم والبنية التحتية والترفيه والسياحة. وتتضمن أهداف الرؤية تعزيز الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية وزيادة تنشيط الحركة التجارية من السلع والمنتجات الاستهلاكية غير النفطية بين الدول وزيادة الإنفاق الحكومي على المعدات العسكرية وتصنيع الأسلحة.
فلسفة العمل (لماذا يعلمون؟):
المفهوم السائد بأن المنظمات على دراية تامة بتحديد المسار الوظيفي للموظفين وما هو الأفضل لهم قد مسحت تماما. وقد تم استبدالها بالوعي الفردي؛ فالموظفين على معرفة واطلاع بالتطورات المهنية في مجالات مختلفة. وقد نشأ هذا المفهوم مع دفعات الخرجين السعوديين من أنحاء العالم والذين دخلوا سوق العمل مؤخرا. كما أن سهولة الاتصال بالانترنت منحت هذا الجيل فرصة الاختيار وتحديد توجهاتهم المستقبلية.